خذ الحديث الصَّحيح مني … كما يَدين الفتى يُدان
من بات منه الورى بأمنٍ … بات من النَّاس في أمان
والدَّهر بحر له عجائب … وهي خطوبٌ لمن نظر
فاطَّرح الغيَّ عنك جانب … وخذ على نفسك الحذرْ
يا ذا الذي ظنَّ أنه يصيبنا … بسهمه وهو لا يصابْ
أبعدت عن نفسك القريبا … أخطأت في موضع الصَّواب
إن قلتَ كن ماجدًا لبيبًا … فكلُّ قولٍ له جواب
ما ضاع حقٌّ وراءه طالب … لو جاوز الشمس والقمر
وذاكر الناس بالمعايب … يذكر فيه بما ذكر
يا باليًا وهو لا يبالي … فهو بميدانه يجول
وساكنًا وهو في ارتحالٍ … وكلما قد حوى يحول
تسرقُ من عمرك الليالي … كسرقة الرَّاح للعقول
بالقوم قد سارت الرَّكائب … وما تجهَّزت للسَّفر
ولست تخشى ولا تراقب … يومًا به تظهر العبر
وهي طويلةٌ.
وأنشدني الشيخ عماد الدين محمد بن حِرْمي الدمياطي، أنشدني النصير لنفسه، قوله هذا الزجل، وهو يقول:
ما لهذا اللائم … كم يلُمني مالو
كأنَّني أعشقْ حبُّوا … وأزين من مالو
المليح معشُوقي … والقطع من مالي