وكم شملتني منه عاطفةٌ قضت … بذلَّة أعدائي وعِزَّة جانبي
أيادٍ سمَت آثارُها السُّحب فاغتدت … تعاب إذا ما شُبِّهت بالسحائب
لأسيافه في المعتَدين مضاربٌ … تفرّق ما بين اللهى والمناكب
سيوفٌ إذا سُلَّت سجدن رؤوسهم … لآثار خيلٍ شُبِّهت بالمحارب
قال ابن سعيد: وأخبرني أنه كان ببغداد، فخُرج للشعراء من عند الخليفة المستنصر ذهبٌ كثير على أيدي الحجاب، ولم يُخرج له شيء، قال: فكتبتُ إليه بهذه الأبيات أولها قوله: شعر
لما مدحتُ الإمام أرجو … ما نال غيري من المواهبْ
أجدتُ في مدحه ولكن … عدت بجدي العثور خائب
فقال لي مادحوه لما فازوا … وما فزتُ بالرغائب
لم أنت فينا بغير عين … قلت لأني بغير حاجب
فإن تعجبتم لكوني … وردت بحرًا عذب المشارب
ولم أنل من نداه ريًا … فالبحر من شأنه العجائب
قال: وأنشدني لنفسه أيضًا قوله: شعر
لقد عُدم الفضلُ والمفضِلونَ … فأضحى مريدهما مستريحا
فلا شاعرٌ يستحقُّ النَّوال … ولا باذلٌ يستحقُّ المديحا
قال: وأنشدني لنفسه هذه البُلَّيقة، ومدح فيها الملك الأشرف موسى:
في سنجار القطَطْ يفزع منها الفار