ذكره ابنه الأديب الفاضل أبو الحسن علي، وقال: لولا أنه أبي لأطنبتُ في ذكره، ووفَّيته حقّ قدره (١).
وقد اشتهر عند أهل عصره بتقدُّمه في العلم المختص بهذا التصنيف، يعني الأدب.
قال: ولا أتعرَّضُ لغير ذلك لئلا يقال: مادح أبيه يقرئك السلام، وكتب في أيام صباه بغرناطة عن والده، ثم كتب عن غيره من أرباب دولة الموحدين، ومنهم السيد عبد الواحد الذي ولّوه خلافتهم بمراكش.
ثم وفد تونس، فأحسن إليه الأمير بها، وعيَّنه للكتابة عن نجلهم المؤيد أبى يحيى حين ولاه بجاية وما انضاف إليها، ثم تقلَّبت به الأمور ولم ير إلا الارتحال.
وأنشد بين الروية والارتجال قوله: شعر
كنتُ في دولة تولَّت ولا … قرنائي بها وأهل ودادي
ثم أصبحتُ بين أرباب أخرى … ذي اغتراب فعيشتي في جهادي
طلعتي أثقل الأمور عليهم … فلهذا أروم عنهم بعادي
ثم رفع إلى الأمير بهذه الأبيات، فأذن له في المسير، وهي قوله:
أمولاي الأمير نداء شيخٍ … تولى عمره إلا الأقلُّ
عساكم تأذنون له ليقضي … فروض الحج فالأيام ظل
فكم يبقى بقيتم في نعيم … وصنْعتهُ ضياعٌ وهو كلُّ
ثم ركب البحر من تونس في آخر يوم من شهر ربيع الأول، سنة تسع وثلاثين وست مئة، ثم وصل إلى الإسكندرية، فلما استراح من وعك السفر جعل يذوق أهلها،