العجمي، قال: رأيته بإخميم، وقد دخل عليه ولده وأساء إساءة كثيرة عليه، وشتمه شتمًا قبيحًا، قال له: ما نصطلح؟ وكتب له ورقة بأربعين درهمًا، وقبَّل رأسه.
وكان قد صحب نائب السَّلطنة بدر الدين بيدرا، وصارت له عنده مكانة، وكبرت صورته، وصار له جاهٌ، ومع ذلك فكان متواضعًا.
رأيته بأُدْفُو، وسمعت كلامه، ولم يعلق بخاطري شيء من شعره.
وأنشدني شيخنا العلامة أثير الدين أبو حيان، أنشدني سعد الدين مسعود بدمياط لنفسه، قوله: شعر
علام ألام في حلو الشمائل … ويعذبُ في الهوى عذلُ العواذل
غزالٌ همت في غزلي لديه … إذا وافى بجفنيه يغازل
له وجه الغزالة حين يبدو … ضحىً من فوق غصن البان مائل
نبيُّ جمالِ حُسنٍ كم أقامت … له الألحاظ فينا من دلائل
وقوله:
إذا أنت قد لاحت لعينيك أنوار … فبشراك هذا القوم يا سعد والدَّار
فقف نفسًا بالجزع من أيمن الحمَى … لتقضى لباناتٌ هناك وأوطارُ
وانزل بحيِّ العامرية إنها … كريمة عُرب لا يُضام لها جار
لقد ملأتْ سمعي بطيب حديثها … كما ملئت عند التجلِّي أبصارُ
وكم قتلت من عاشقٍ ذي صبابة … وكم خجلت بالحسن يا صاح أقمار
توفي سنة تسع عشرة وسبع مئة بالجيزة، ودفن بها.
ومولده سنة سبع وثلاثين وست مئة ظنًّا بمصر، عفا الله عنه.