فجذبه فانقطعت رجله، فقالت والدته: قطع الله رجلك، فلما طلب الحديث سار إلى بخارى، فسقط من دابةٍ وانكسرت رجله، وعملت عليه حتى أوجب قطعها.
وسأله الحافظ السلفي أن يُجيزَه، وكتب إليه مرات، وبعث بشعرٍ إليه، وأجابه بنثر ونظم.
وله في الأدب باع وساع، وجودة طباع.
وله شعر رائق، سلك فيه أحسن الطرائق، منه ما أورده ابن السمعاني وهو قوله:
ألا قل لسُعدى ما لنا فيكِ من وطرْ … وما تطئين البخل من أعيُن البقَرْ
فإنَّا اقتصرنا بالذين تضايقَت … عيونهم والله يَجزي من اقتصَر
مليحٌ ولكن عنده فرط جفوةٍ … ولم أر في الدُّنيا صفاءً بلا كدَر
ولم أنسَ إذ غازَلْتُه قُربَ روضةٍ … إلى جَنْب حوضٍ فيه للماء مُنْحدر
فقلتُ له جئني بوردٍ وإنَّما … أردتُ به ورد الخدودِ وما شَعر
فقال انتظرني رجع طرف أجيء به … فقلت لهُ هَيْهَاتَ ما فيَّ منتَظَر
فقال ولا ورد سوى الخدِّ حاضرٌ … فقلت له إنِّي قنعتُ بما حضَر
وقوله يرثي شيخه أبا مضر المذكور قبل: شعر
وقائلة ما هذه الدُّرَر التي … تساقَط من عينيك سِمْطَين سمطين
فقلت لها الدرُّ الذي كان قد حشا … أبو مضرٍ أذني تساقط من عيني
وأورد من شعره الإمام أبو الفتح محمد بن علي القشيري في كتابه "اقتناص السوانح" قوله أيضًا: شعر
وأسعد الناس ناسٌ قطُّ ما وَلَدُوا … ولا غَدوا لخَراب الأرض عُمَّارا