ذكره ابن سعيد، وقال: هو من بيت مشهور بقرطبة، لم تزل تتوارث في العلم والجاه علو المرتبة.
قال: ونشأ أبو عبد الله حافظًا للأدب، إمامًا في الحساب، وكان أعمى، مقعدًا، مشوَّه الخلقة، ولكن إذا نطق علم كل منصف حقَّهُ، وسافر مع هذه الحالة حتى عُدَّت بغداد له هالة.
واجتمعت به بتونس، فرأيت بحرًا زاخرًا، وروضًا ناضرًا، إلا أنه حاطب ليلٍ، وساحب ذيلٍ، لا يبالي ما أورده، ولا يلتفت إلى ما أسنده، جامعًا بين السمين والغث، حافظًا للمتين والرثِّ.
وكان يقرئ الأدب بمراكش وفاس وتونس، وغيرها.
ومن مشهور حكاياته، أنه لما قال أبو زيد الفازازي في أبي العلاء "قصيدته"، التي أولها قوله: شعر
الحزم والعزم منسوبان للعرب
عارضه أبو عبد الله بـ "قصيدة".
ثم قال فيه وفي ابن أخيه يحيى ابن الناصر الذي كان قد نازعه في ذلك الأوان: شعر
وإن ينازعكَ في المنصور ذو أدبِ … فنجل نوح ثوى في قسمة العطب
وإن يقل أنا عمٌّ فالجواب له … عمُّ النبي بلا شك أبو لهب
وشاعت القصيدة، فبلغت أبا العلاء، فحرص على قتله، وسلَّمه الله منه.
وأورد من شعره ابن سعيد ما أخذه عنه بتونس، وهو قوله: شعر