للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وتكلَّم فيه الصّوفية؛ وحضر قاضي القضاة تقي الدين عبد الرحمن بن بنت الأعز في الخانقاه، وقال له: يا شيخ، شهد عليك جماعة من الصوفية بكذا وكذا، فقال: أنت تنكِّل بي في هذا الجمع نكَّل الله بك، فقال: أقيموه، فأقيم.

قال لي صاحبنا محمد بن الحسن المعروف بابن العجمي: سمعته لما أقيم وهو يقول: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (٩٧) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾ (١)، ما قال: ادفع بقوتك ولا بخيلك.

وعمل سماع بالخانقاه، وفيه شابٌّ أمرد، فعانقه العفيف التلمساني بحضرة الأيكي وقبَّله، وقال: أنت الله، فأُنْكِر على الأيكي عدم إنكاره عليه، وتحرَّكت الصوفية عليه، فعُزِل وتوجه إلى الشام.

وتوفي بالمزة، في يوم الجمعة قبيل العصر، ثالث شهر رمضان، سنة سبع وتسعين وست مئة.

وهو الذي عناه الشهاب محمود بقوله:

بنتِ فبات الطيف لي مُسعدًا … يبيحني وجنة خديك

وطالما أمَّلتها يقظةً … فصدَّ عنها سيف جفنيك

ولم أخل أنَّ حمام اللوى … في الأيك تغني عن رقيبيك

فلا رعى الله حمام اللِّوى … ولعنة الله على الأيكي

وسببها أنه كان قد وقع في حق الإمام أحمد، وثارت الحنابلة عليه.


(١) سورة الحجر: ٩٧ - ٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>