للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

و"قصيدته" التي مدح فيها سيبويه أولها قوله: شعر

هو العلم لا كالعلم شيءٌ تراوده … لقد فاز باغيه وأنجح قاصده

وما فُضِّل الإنسان إلا لعلمه … ولا امتاز إلا ثاقبُ الذهن واقده

وقد قصُرت أعمارنا وعلومنا … يطول علينا حصرُها ونكابده

وفي كلها خيرٌ ولكنَّ أصلها … هو النَّحو فاحذر من جَهُولٍ يعانده

وهي طويلة.

وأنشدني لنفسه قوله أيضًا: شعر

أتى بشفيع ليس يُمكن ردُّه … دراهم بيضٍ للجروح مراهمُ

تصيِّرُ صعب الأمر أهون ما يُرى … وتقضي لُبَانات الفتى وهو نائم

وقوله:

إن الدَّراهم والنّساء كلاهما … لا تأمننَّ عليهما إنسانا

ينزِعن ذا اللبِّ المتين عن التُّقى … فيرى إساءةَ فعله إحسانا

وقوله:

عداني لهم فضلٌ عليَّ ومنَّة … فلا صرَفَ الرحمان عنِّي الأعاديا

هم بحثوا عن زلَّتي فاجتنبتُها … وهم ناقَشُوني فاكتسبتُ المعَاليا

وفضائله يعجز عن وصفها اللسان، ويضعف عن رصفها البنان، وما زال يقرئ ويصنف، ويُطرب الأسماع بفوائده ويشنِّف، ويأتي من الفضائل بما هو وثيق العُرَى، وينشر من الفوائد ما انطوى عن الورى، إلى ان أُودِع تحت أطباق الثرى، وفوائده باقية، ومصنفاته راقية.

<<  <  ج: ص:  >  >>