للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وتفقه على مذهب الشافعي بأبيه، وسمع منه، ومن أبي الخير محمد بن موسى بن عبد الله الصفار، وأبي القاسم إسماعيل بن محمد الزاهري، وأبي سعيد عبد الله بن أحمد الظاهري، وأبي سعيد عبد الواحد ابن الأستاذ عبد الكريم بن هوازن القشيري.

وسمع بنيسابور، ودخل الري وهمذان وبغداد، وبلادًا كثيرة، وسمع بها.

وحدّث؛ سمع منه ببغداد أبو نصر المؤتمن بن أحمد الساجي، والمعمر بن محمد بن الحسين، والحافظ أبو طاهر السلفي، وخلائق.

وأقام ببغداد مدة يعظ الناس بالمدرسة النظامية، ثم عاد إلى بلده، واشتغل بإلقاء الدروس، والتصنيف، ونشر العلم، وأملى مئة وأربعين مجلسًا.

وله نظم جيد، وأدب حسن، ومن شعره قوله:

فلأبعثنَّ على العيون لغيرتي … عينًا أراك بها مع الأبصار

ولأنزلنَّ من القلوب مكامنًا … كيما أفوز بلذة الأفكار

ولأسرينَّ مع النسيم إذا سرى … حتى أمرَّ عليه في الأسحار

ولأفرشنْ خدّي له فوق الثرى … فأقي به نعليه كلَّ غُبار

وقال ولده أبو سعد: سمعت أبا منصور علي بن علي ابن الأمين يقول: اجتمعت بوالدك في هذا الرباط، وتكلم مع أبي بكر الشاشي في مسألة الإكراه على القتل، فأحسن الكلام فيها وأجاد، بحيث تعجَّب الحاضرون من حسن عبارته وقوة خاطره، ثم بعد ذلك بليلة اتفق اجتماع في الرباط، وحضر وجوه بغداد وطاب وقت الصوفية، وتواجد جماعة، فرأيت والدك يبكي، فقلت له بعد ساعة: أي المقامين أحب إليك؟ بالأمس كنت تُناظر وتذب عن صاحب المذهب، أم الليلة؟ ففكَّر ساعة، ثم قال: الليلة أحب إلي، فإن ذاك مقام تعزُّز وهذا مقام تذلُّل، والتذلل أليق بالعبودية.

وذكره شيرويه فقال: كان فاضلًا حسن السيرة، بعيدًا من التكلف، صدوقًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>