وساد به بين الأنام ابن سيدة … فمحكمه ما فيه عيب لعابث
وبرَّ ابن بريٍّ وصحَّت بنقده … الصِّحاح استقلت في براثن صايث
وللجزري ابن الأثير نهايةٌ … إذا قرئت أزرت بسمع المثالث
وكل مجلٍ إذ تقادم عهده … وليس المصلي في السباق برائث
وإن جمال الدين جمَّل كتبهم … بإصلاح ما قد أوهنوا من رثائث
لقد فاقهم علمًا وزاد عليهم … وأنَّى يبارى الريح عرج الأباعث
تجمَّع فيه ما تفرق عندهم … وأربى عليهم بالعلوم الأثابث
بنثرٍ كشبه الزهر غبَّ سمائه … ونظمٍ كمثل الزهر بالسحر نافث
له قدمٌ في ساحة الفضل راسخٌ … ومجد قديم ليس فيه بحادث
ونسبة علم كابرًا بعد كابر … فمن خير موروث إلى خير وارث
حفيظٌ لأسرار الملوك أمينها … عليمٌ بتصريف الخطوب الكوارث
به افتخرت قحطان واشتد أزرها … وتاهت به الأملاك أبناء يافث
سقى جدثًا قد حلَّه ابن مكرَّم … ملثٌ من الغرِّ الغوادي المواكث
ولا برحت روح الجمال مقيمة … بعدن لدى الحور الحسان الأواعث
وأنشدنا شيخنا أثير الدين أبقاه الله، قال: أنشدني ابن المكرَّم لنفسه قوله:
ضع كتابي إذا أتاك على الأرض … وقلّبه في يديك لماما
فعلى ختمه وفي جانبيه … قُبلٌ قد بعثتهن تواما
كان قصدي بها مباشرة الأرض وكفيل بالتثامي إذا ما
وقوله: