مررت بنعمان الأراك وبالغضى … فطاب لذاك الواديان وأعشبا
وما دارها دارين لكن مشت بها … لذلك أضحى مسك دارين طيبا
أظن الصَّبا مرت على دار زينب … ألم ترني أصبو إذا هبت الصبا
فلو طاح في البحر الأجاج سواكها … لأصبح من ماء الغرامة أعذبا
سلا كل قلب عن هوى الغيد وارعوى … وخيَّم في قلبي هواك وطنَّبا
فيا سلوتي بيني فبي عنك سلوةٌ … ويا صبوتي أهلا وسهلا ومرحبا
يعاندني اللاحي إذا عنَّ ذكرها … فيلحي وإن أطنبت في الذكر أطنبا
فقلت له كفَّ الملام فإنني … نزلت على حكم الصبابة والصبا
طبعت على قلبي بطابع حبِّها … فلم يبق لي في غير زينب مأربا
فوجهت وجهي نحو قبلة حسنها … فألفيته دينًا قويمًا ومذهبا
وأعطيت أدنى الحبِّ أقصى صبابتي … لذلك أضحى مذهبي فيه مذهبا
وقال لي الجزري المذكور، قال لي البادرائي: رأيت شخصًا في النوم فقال لي: شعر
قيل لي أنت أشعر الجن والإنس … لدينا فلو مدحت الرسولا
قلت عذري أجلى من الشمس … في الصحو فلا أبتغي عليه دليلا
بعض مدح النبي يستغرق … المدح فماذا عسى أن أقولا
سيّدٌ شرَّف الأناسي لما … كان منهم وفُضِّلوا تفضيلا
ملأ الأرض والسماوات بالفضل … وبالمعجزات عرضًا وطولا
ساد كلَّ العباد حلما وعلمًا … وسماحًا ومحتدًا وقبيلا