خلالها للباحثين صورة عامة عن المصدر الذي وُجد منه أجزاء أو هو في حكم المفقود، مثل وفيات ابن المفضل القدسي، وتاج المجامع والمعاجم لشهاب الدين القوصي، والتاريخ الكبير لأبي الفضل التيفاشي، ونسيم البان للوزان الأنصاري، وتاريخ القدس لشمس الدين الكنجي، وتاريخ الإسكندرية لابن العمادية، وتاريخ مصر للمنذري، وتاريخ ابن النجار، وتاريخ ابن السمعاني، والنجوم الدرية في الشعراء العصرية لابن نشوان المصري، وغيرها.
إضافة إلى هذا كله فقد حفظ الكتاب مادة شعرية غزيرة، لا تكاد تجدها إلا فيه، انتقاها المؤلف من مصادره الأدبية المتنوعة، خاصة كتب ابن سعيد الأندلسي (ت ٦٨٥ هـ)، وقلّما تجد ترجمة في الكتاب تخلو من ذكر أبيات منسوبة لصاحب الترجمة، مما يضفي على الكتاب صبغة يمكن تسميتها بكتب التراجم الأدبية، على شاكلة كتب ابن سعيد الأندلسي، مثل الغصون اليانعة، والمغرب في حلى المغرب، وكتب ابن الخطيب الغرناطي (ت ٧٧٦ هـ)، مثل الكتيبة الكامنة، وغيرها.
ومما يميز الكتاب أيضًا اشتماله على تراجم موسعة لأعيان القرن الثامن، لا سيما شيوخ المؤلف وأقرانه، كما هو الحال في ترجمة شيخه أثير الدِّين أبو حيان الغرناطي (ت ٧٤٥ هـ)، فقد استغرقت ترجمته تسع ورقات من مخطوطة الجزء الثاني.
ولأهمية الكتاب أصبح مصدرًا رئيسًا لعدد كبير ممن أرخ هذه الفترة، فهذا معاصره صلاح الدين الصفدي (ت ٧٦٤ هـ) يُصرّح بالنقل عنه في كتابه الوافي بالوفيات ما يربو على تسعين نقلًا، وفي أعيان العصر وأعوان النصر ما ينيف على سبعين نقلًا، والراجح أن نسخة من الكتاب كانت بحوزته، أو اطّلع عليها، وكذلك ابن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢ هـ) نقل عنه في كتابه الدرر الكامنة في أزيد من ستين موضعًا، بعضها من كتابه الطالع السعيد، وأغلبها من البدر السافر، وممن أكثر النقل عنه أيضًا