للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الأعز، والصاحب بهاء الدين، وما وصلت إلى واحد منهما ولا سلمت عليه، ووجدت بها ابن الزبير أغناني عن الناس، فما احتجت إلى أحد.

وكان معظَّمًا، مقبول الشفاعة عند القضاة، وفيه لطافة.

وكان فيه ميل إلى الشباب؛ وجرى له مع شاب واقعة، وشكاه والده للوالي، ومُسِك، فأرسل الشيخ الخزرجي خلصه، وقال له: لو علمت أنك تروم منه فاحشة ما شفعت فيك، حكى لي ذلك عنه شيخنا أبو حيان.

وتحاكم إليه أبو الحسين الجزار والسراج الوراق، في أيهما أشعر، وأرسل إليه الجزار شيئًا، فقال: هذا شعر جزل من نمط شعر العرب، فبلغ ذلك الوراق فأرسل إليه شيئًا فقال: هذا شعر سلس، فأخَّر الأمر، قال: ما أحكم بينكما.

سمع منه شيخنا أثير الدين، وقرأ عليه كتاب "التيسير" (١)، وأثنى عليه ثناء جميلًا.

ولما توفي، أنشد شيخنا أثير الدين ارتجالًا: شعر

نُعِي لي الرّضي فقلت لقد … نُعِي لي شيخ العلا والأدب

فمن للغات ومن للثقات … ومن للنحاة ومن للنَّسب

لقد كان للعلم بحرًا فغار … وإن غيور البحار العجب

فَقُدِّس من عالم عاملٍ … أثار شجونيَ لما ذهب

ولد الرّضي ببلنسية، سنة إحدى وست مئة.

وتوفي بمصر، في يوم الجمعة الثاني والعشرين من جمادى الأولى، سنة أربع وثمانين، ودفن بقرافة مصر، بالقرب من قبر الشيخ الخزرجي.


(١) هو كتاب التيسير في القراءات السبع، لأبي عمرو الداني (ت ٤٤٤ هـ)، مطبوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>