قال ابن سعيد: كانت له شهرة بالحضرة المراكشية، وكان يقرئ كتاب سيبويه، وغيره، ومن أحفظ الناس لكتاب المبرد، وغيره من كتب الأدب، قرأت عليه، وكان هو وخير الموسيقى وابن يخلف من أشهر من بالحضرة في فن النحو والأدب، وقد جمعهم الشاعر الفقنقر المراكشي بقوله شعر:
قل لابن يخلف مهما … لقيت وابن السلاقي
وقل لخير الموسيقى … ثلاثةٌ في اتّساق
زيدٌ وبكرٌ وعمرو … كم عُذِّبوا بالعراق
وبعد في الغرب أمسوا … لديكم في وثاق
ضربًا قيامًا قعودًا … وبعضهم في انطلاق
العلم علمان [حقا](١) … والنحو صنعةٌ باتفاق
ما زال يلزمهما … في مفرَّق الآفاق
تزندقٌ واتِّساخٌ … والضّيق في الإنفاق
قال: وعهدي بالأستاذ أبي بكر يحفظها، ويقول: جزاه الله من قاصد شر خيرًا، فمن حين سمعتها لم أزل أحافظ على ناموس العلم والدين، مثابرًا على النظافة، وأوسع النفقة.
قال: وكان الأستاذ رقيق الوجه، لا يريد تكليف أحد، ولا يعتذر لمن سأله حاجة، فاتفق أنه قصده ثقيل، وسأله حاجة وشفاعة عند شخص كبير، فقال: من بُليَ بالمعارف بُليَ بكمد الدهر، ثم قال: لله در العطوي الشاعر حيث قال: شعر