وأذعن من عليا هلال بن عامر … أبيٌّ ولبَّى الأمر كل مجانب
كأن بسيط الأرض حلقة خاتم … بهم وخضمَّ البحر بعض المذانب
ومدَّ على حكم الصغار لسلمنا … يديه عظيم الروم في حال راغب
يصرِّح بالرؤيا وبين ضلوعه … تنفس مذعور وزفرة راهب
وعى من لسان الحال أفصح خطبة … وما ضمنت عنه فصاح القواضب
وأبصر مَتن الأرض كفة حابلٍ … عليه وما ضرَّاه في كفِّ حالب
أشرنا بأعناق الجياد إليكم … وعجبًا عليكم من صدور الركائب
إلى بقعةٍ قد بيَّن الله فضلها … بمن حلَّ فيها من ولي وصاحب
على الصفوة الأدنين منا تحيةً … توافيهم بين الصبا والجنائب
وقوله:
أتذكر إذ مسحت بفيك عيني … وقد حل البكا فيها عقوده
ذكرت بأن ريقك ماء ورد … فقابلت الحرارة بالبروده
وقوله:
سألت من المليحة برء دائي … برشف برودها العذب المزاج
فما زالت تُقبِّل في جفوني … وتبهرني بأصناف الحجاج
وقالت إن طرفك كان أصلًا … لدائك فليقدَّم بالعلاج (١)
توفي بمراكش، سنة إحدى وثمانين وخمس مئة.
(١) تحفة القادم: (٩٨ - ٩٩).