للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وكان متفننًا في العلوم، متقدمًا في المعارف كلها، متكلمًا في أنواعها، نافذًا في جميعها، حريصًا على أدائها ونشرها، ثاقب الذهن في تمييز الصواب منها، ويجمع إلى ذلك آداب الأخلاق، وحسن المعاشرة، وكثرة الاحتمال، وكرم النفس، وحسن العهد، وثبات الودِّ.

واستُقضيَ ببلده، فنفع الله به أهلها لصرامته وشدة بأسه، وقوة أحكامه، وكانت له في الظَّلَمة سورة مرهوبة، ثم صُرف عن القضاء، فأقبل على نشر العلم.

سمعت منه بإشبيلية وقرطبة كثيرًا من رواياته وتآليفه.

وسألته عن مولده فقال: ولدت ليلة الخميس، لثمان بقين من شعبان، سنة ثمان وستين وأربع مئة. انتهى (١).

ولابن العربي مصنفات، منها: "أنوار الفجر" (٢)، في تفسير القرآن الكريم، في مئة مجلد، و"شرح الترمذي" (٣)، في أربع مجلدات، و"أحكام القرآن" (٤)، وله "العواصم من


(١) الصلة: (٥٥٨ - ٥٥٩).
(٢) هو تفسير كبير، ألف في عشرين سنة، قال عنه ابن فرحون: وأخبرني الشيخ الصالح أبو الربيع سليمان بن عبد الرحمن البورغواطي في سنة إحدى وستين وسبع مئة بالمدينة النبوية، قال: أخبرني الشيخ الصالح يوسف الحزام المغربي بالإسكندرية في سنة ستين وسبع مئة، قال: رأيت تأليف القاضي أبي بكر بن العربي في تفسير القرآن المسمى أنوار الفجر كاملًا في خزانة السلطان الملك العادل أمير المسلمين أبي عنان: فارس ابن السلطان أمير المسلمين أبي الحسن: علي ابن السلطان أمير المسلمين أبي سعيد: عثمان بن يوسف بن عبد الحق، وكان السلطان أبو عنان إذ ذاك بمدينة مراكش، وكانت له خزانة كتب يحملها معه في الأسفار، وكنت أخدمه مع جماعة في حزم الكتب ورفعها، فعددت أسفار هذا الكتاب فبلغت عدتها ثمانين مجلدًا. ولم ينقص من الكتاب المذكور شيء.
(٣) كتاب عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي، طبع بدار الكتب العلمية ببيروت مصورًا عن الطبعة المصرية.
(٤) طبع عدة مرات، أهمها بتحقيق علي محمد البجاوي بمطبعة البابي الحلبي بالقاهرة سنة ١٣٨٨ هـ/ ١٩٦٨ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>