وتصدر بالإسكندرية، قرأ عليه العلامة أبو العباس أحمد بن المنير، والقاضي عماد الدين الكندي، وطلبة الإسكندرية.
حكى الكندي عنه أنه قال: قرأت النحو، وجلست في مسجد الإقراء، فمُنِعت من ذلك، وقالوا: لا تُقرئ إلا بإذن من شيخ، فدُلِلْتُ على شخص قزاز مشهور بالصلاح، وقيل لي: إنه صاحب الخزرجي، خذ كتابه إليه، فرحت إليه وقلت له: إني فقير، وقصصت عليه القصة، فكتب لي كتابًا، وأعطاني رغيفين وجُبَّته، ومشيت إلى مصر، وسألت عن الخزرجي، فقرأ الكتاب، وسألني عن مسائل، فأجبت، فكتب إلي أن أقرِئ، فرجعت إلى الإسكندرية وأقرأت.
وله نظم، منه قوله: شعر
إن شهر الصيام شهرٌ كريمٌ … وقِرى الضَّيف لازمٌ للكرام
وهو راضٍ بصومه هل سمعتم … قبله الضيف راضيًا بالصيام
وله أيضًا من خمرية قوله، شعر:
لم تبتدر بدر الحباب بكأسها … إلا لصيدِ بلابل الأرواح
مزجت فأنجزت الذي وعدت به … من نفخ روح اللهو في الأشباح
ومما كتب به إلى نور الدين الصوابي، وهو قوله أيضًا:
شكوت إليك نور الدين حالي … وحسبي أن أرى وجه الصَّواب
فكُتْبي بعتها ورهنت حتى … رجعت من المجوس بلا كتاب
أورد ذلك كله له الموفق أبو بكر عبد الله بن عمر الأنصاري في كتابه "نسيم البان".
وقوله أيضًا:
ومعتقدٍ أن الرياسة في الكبرِ … فأصبح ممقوتًا بها وهو لا يدري