للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ولما درّس بمصر تعصَّب عليه جماعة، ونفوا عنه الأهلية، فقال: معي أجائز، فقالوا: أنت حاضر نتكلم معك، ففوَّض الأمر إلى قاضي القضاة أبي عبد الله ابن جماعة، وعقد مجلس، وكتب له قاضي القضاة ثلاثين مسألة تفصيلية، والعلم إذا لم يكن ملكة لصاحبه، ظفر معاديه بمعايبه، فظهر عجزه، واختفى عزُّه، وصُرف عن تدريس مذهب ابن إدريس، ونفر عنه الأنيس، وكان ممن قام عليه وجاهره: نور الدين علي الونائي، وكان يمرُّ بالقرافة كثيرًا، فعلَّم العلم عليه الوالي، فضربه ضربًا مؤلمًا.

وللعَلَم شعر حدّث بشيء منه، روى عنه جماعة من الفضلاء شيئًا منه.

أنشدني الشيخان العالمان شيخنا أثير الدين أبو حيّان، وشمس الدين محمد بن علم الدين المذكور، قالا: أنشدنا لنفسه قوله:

رفقًا بها فشوقها قد ساقها … يا حبّذا الوادي الذي قد شاقها

حجازها جنَّبها شامها … وفي هوى نجدٍ جفت عراقها

لمّا بدت من طيبة أعلامها … حنَّت ومدَّت طربًا أعناقها

يا أهل نجدٍ مهجتي في حبّكم … أسيرةٌ لا أبتغي طلاقها

مالي أرى صبري عليكم خانني … وأدمعي قد نقضت ميثاقها

حشاشتي لديغة الهجر وما … أحسب غير وصلكم دِرْيَاقَهَا

أحبابنا لا تسألوا عن مهجةٍ … أيقنتُ مُذْ فارقتكم فراقها

يا لوعةً حملتُها لو عرضت … يومًا على رضوى لما أطاقها

لو تفهم الوِرقُ حنيني نحوكم … حنَّت معي ومزَّقت أطواقها

ولو يذوق عاذلي صبابتي … صبا معي لكنه ما ذاقها

<<  <  ج: ص:  >  >>