كفاك بالعلم في الأمي معجزة … الجاهلية والتأديب في اليتم
خدمته بمديحٍ أستقيل به … ذنوب عمرٍ مضى في الشعر والخدم
إذ قلَّداني ما تُخشى عواقبه … كأنني بها هديٌ من النَّعم
أطعت غيَّ الصبا في الحالتين وما … حصلت إلا على الآثام والندم
فيا خسارة نفسٍ في تجارتها … لم تشتر الدين بالدنيا ولم تسم
ومن يبع عاجلًا منه بآجله … يبن له الغبن في بيع وفي سلم
إن آت ذنبًا فما عهدي بمنتقضٍ … من النبي ولا حبلي بمنصرم
فإن لي ذمَّةً منه بتسميتي … محمدًا وهو أوفى الخلق بالذمم
إن لم يكن في معادي آخذًا بيدي … فضلًا وإلا فقل يا زلّة القدم
حاشاه أن يحرم الجاني مكارمه … أو يرجع الجار منه غير محترم
ومنذ ألزمت أفكاري مدائحه … وجدته لخلاصي خير ملتزم
ولن يفوت الغني منه يدًا تربت … إن الحيا ينبت الأزهار في الأكم
ولم أرد زهرة الدنيا التي اقتطفت … يدا زهيرٍ بها أثنى على هرم
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به … سواك عند حلول الحادث العمم
لن يضيق رسول الله جاهك بي … إذ الكريم تجلّى باسم منتقم
فإن من جودك الدنيا وضرَّتها … ومن علومك علم اللوح والقلم
يا نفس لا تقنطي من زلةٍ عظمت … إن الكبائر في الغفران كاللَّمم
لعل رحمة ربي حين يقسمها … تأتي على حسب العصيان في القسم
يا رب واجعل رجائي غير منعكسٍ … لديك واجعل حسابي غير منخرم