كأن بالنار ما بالماء من بللٍ … حزنا وبالماء ما بالنار من ضرم
والجنّ تهتف والأنوار ساطعةً … والحق يظهر من معنى ومن كلم
عموا وصمُّوا فإعلان البشائر لم … يسمع وبارقة الإنذار لم تشم
من بعد ما أخبر الأقوام كاهنهم … بأن دينهم المعوج لم يقم
وبعد ما عاينوا في الأفق من شهبٍ … منقضَّة وفق ما في الأرض من صنم
حتى غدا عن طريق الوحي منهزمٌ … من الشياطين يقفو إثر منهزم
كأنهم هربًا أبطال أبرهة … أو عسكر بالحصى من راحتيه رمى
نبذًا به بعد تسبيحٍ ببطنهما … نبذ المسبِّح من أحشاء ملتقم
لا تنكر الوحي من رؤياه إن له … قلبًا إذا نامت العينان لم ينم
فذاك حين بلوغ من نبوَّته … فليس ينكر فيه حال محتلم
تبارك الله ما وحيٌ بمكتسب … ولا نبيٌّ على غيبٍ بمتهم
كم أبرأت وصبًا باللّمس راحته … وأطلقت أربًا من ريقه اللمم
وأحيت السنة الشهباء دعوته … حتى حكت غرَّة في الأعصر الدُّهَم
بعارضٍ جاد أو خلت البطاح بها … سيبٌ من اليمِّ أو سيلٌ من العرم
سعت لدعوته الأشجار ساجدةً … تمشي إليه على ساقٍ بلا قدم
كأنما سطّرت سطرًا لما كتبت … فروعها من بديع الخط في اللَّقم
مثل الغمامة أنَّى سار سائرةٌ .... تقيه حرّ وطيسٍ للهجير حمى
أقسمت بالقمر المنشق إن له … من قلبه نسبةً مبرورة القسم
وما حوى الغار من خيرٍ ومن كرمٍ … وكل طرفٍ من الكفار عنه عم