أستغفر الله من قولٍ بلا عملٍ … لقد نسلت به نسلًا لذي عقم
أمرتك الخير لكن ما أتمرت به … وما استقمت فما قولي لك استقم
وما تزودتُ قبل الموت نافلةً … ولم أصلِّ سوى فرضٍ ولم أصم
ظلمت سنة من أحيا الظلام إلى … أن اشتكت قدماه الضر من ورم
وشد من سغبٍ أحشاءه وطوى … تحت الحجارة كشحًا مترف الأدم
وراودته الجبال الشمُّ من ذهبٍ … عن نفسه فأراها أيُّما شمم
وأكدت زهده فيها ضرورته … إن الضرورة لا تعدو على العصم
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من … لولاه لم تخرج الدنيا من العدم
محمدٌ سيِّدُ الكونين والثقلين … والفريقين من عربٍ ومن عجم
نبينا الآمر الناهي فلا أحدٌ … أبرُّ في قول لا منه ولا نعم
هو الحبيب الذي ترجى شفاعتهُ … لكل هولٍ من الأهوال مقتحم
دعا إلى الله فالمستمسكون به … مستمسكون بحبلٍ غير منفصم
فاق النبيِّين في خَلقٍ وفي خُلقٍ … ولم يُدانوه في علمٍ ولا كرم
وكلهم من رسول الله ملتمسٌ … غرفًا من البحر أو رشفًا من الديم
وواقفون لديه عند حدهم … من نقطة العلم أو من شكلة الحكم
فهو الذي تمَّ معناه وصورته … ثم اصطفاه حبيبًا بارئُ النَّسم
منزهٌ عن شريك في محاسنه … فجوهر الحسن فيه غير منقسم
دع ما ادَّعته النصارى في نبيهم … واحكم بما شئت مدحًا فيه واحتكم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرفٍ … وانسب إلى قدره ما شئت من عظم