للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الكمال يباشر "ديوان" المحمدي الأمير، فغضب السلطان على المحمدي، ورماه بالجبّ، فهرب الكمال، وجاءنا إلى الخانقاه بالقاهرة، وأرسلني اشتريت له ورقًا، ونظم قصيدة يمدح بها سيدنا رسول الله ، وأنشدنا بعد صلاة العصر في الخانقاه، بحضور شيخها شمس الدين الأيلي، والصوفية، فطرب الأيلي وارتاح، وخلع عليه فرجية، وأعطاه مئتي درهم، فما غابت الشمس حتى جاء إليه ابنه، وقال: أُطلق الأمير وخُلع عليه، واستقرّ على خُبزه وَطَلَبك.

وأول القصيدة قوله: شعر

بمدح خير البرايا يفرج الضِّيقُ … وتفتح السدد الصمُّ المغاليق

وله القصيدة المشهورة التي أولها قوله: شعر

صلاة الله ما هبت قبولٌ … على الزهرا ووالدها الرسول

على أبياتكم نزل المثاني … ومن أبوابكم عرف الجميل

فكيف أخاف من هولٍ هجومًا … وعرب حماكم حولي نزول

وبلغني أنه أنشدها للشريف ابن نمي صاحب مكة، فارتاح، وهزّته الأمداح، وخلع عليه خلعة سنية، وعامله بأخلاق رضية.

وكان بين نجم الدين حمزة وبين أبي طالب ابن النابلسي صورة، فنظم الكمال قوله: شعر

أبا طالب ما أنت قرنٌ لحمزة … لأنكما في الدين مختلفان

دعاك النبي الهاشمي فلم تجب … وحمزة لبَّاه بكل لسان

وكان قد بلغ الصاحب بهاء الدين علي بن محمد عنه شيء، فتوعَّده، فهرب، وأقام زمانًا هاربًا، فضجِر ونظم بُليقيته المشهورة، مدح فيها حفيديّ الصاحب.

<<  <  ج: ص:  >  >>