وقال لي: توسَّط لي شخصٌ عند قاضي القضاة ابن مخلوف في ولاية العقود، قال فكتبت إليه:
أرى الفضلاء مثل عقود درٍّ … تحلَّى منهم جيد الوجود
وفيك محاسن أربت عليهم … فكنت لذاك واسطة العقود
وأنشدني من شعره أيضًا في محدِّث قوله: شعر
علقته محدِّثًا … نفَّر عن جفني الوسن
حديثه ووجهه … كلاهما عندي حسن
وهذا مسلوخ من قول بعضهم: شعر
حديثه وحديث عنه يطربني … هذا إذا غاب أو هذا إذا حضرا
كلاهما حسنٌ عندي أُسرُّ به … لكنَّ أشهاهما ما وافق النظرا
وقال لي: اجتمعنا نلعب الشطرنج، ومعنا المقرئ نجم الدين الأميوطي، فأنشد موشحة نصير المناوي، التي أولها قوله: شعر
أنت بماء قد سقيت شارب … من رائق كان أو كدر
سهمك في الغير فيك صائب … مالك من نصله مفر
وترنّم بها ابن الأميوطي، وكررها مستحسنًا لها، فنظمتُ أنا قولي: شعر
قد حدَّثَت ألسن التجارب … بكل ما فيه معتبر
وأنت يا حاضر كغائب … فلست تصغي إلى الخبر
تعايش الناس منذ كانوا … بالمكر والحقد والحسد
وخلَّفوا ذكرهم وبانوا … لم يصلحوا منه ما فسد