للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وتولى القضاء بمكة، شرّفها الله، وأصابه فالج، فأقام به مدة.

وصنف كتابًا سماه "التشويق إلى البيت العتيق" (١)، ذكر فيه أشياء حسنة.

ومن نظمه قصيدته التي أولها قوله: شعر

أنخ أيها الصادي الشديد ضماؤه … ورد منهلًا أحلى من الشهد ماؤه

وسل عند قبر المصطفى أيَّ حاجة … تريد وما تبغي فرحبٌ فناؤه

ولا تخش إذ أصبحت جارًا لمن غدا … كفيلًا بأمن الخائفين التجاؤه

ليهنك يا قلبي فذا ثمر المنى … بساحة خير المرسلين اجتناؤه

وبشراك يا من قد حلَّ في ذلك الحمى … وبلَّ غليلا وانجلت بُرَحاؤه

فيا قاصدنه قم أمام ضريحه … وحسبك فخرًا إن حواك إزاؤه

وقَبِّل وضع في الترب خدَّك خاضعًا … ولذ عائذًا واطلب وسل ما تشاؤه

ففي ذلك النادي منى كلِّ أملٍ … وفيه لمن وافى عليلًا شفاؤه

لعمري لقد جلت مفاخر أحمد … وجمَّت أياديه وعمَّ ثناؤه

ولم لا وهذا المجتبى من ذرى العلى … وبيت لمحض المكرمات بناؤه

خلاصة عزٍّ من لؤي بن غالب … وجوهر إفضالٍ تبدَّى صفاؤه

سما في سماوات السموِّ فأشرقت … شموس سماه واستبان بهاؤه

فيالك من مجد أثيلٍ وسؤدد … أصيل ومن جد جديد علاؤه

وكم معجزٍ لا يستطاع انحصاره … وأي مبين لا يرام انتهاؤه


(١) من طبعاته: طبعة دار الأقصى بالقاهرة سنة ١٩٩٤ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>