وتولى القضاء بمكة، شرّفها الله، وأصابه فالج، فأقام به مدة.
وصنف كتابًا سماه "التشويق إلى البيت العتيق" (١)، ذكر فيه أشياء حسنة.
ومن نظمه قصيدته التي أولها قوله: شعر
أنخ أيها الصادي الشديد ضماؤه … ورد منهلًا أحلى من الشهد ماؤه
وسل عند قبر المصطفى أيَّ حاجة … تريد وما تبغي فرحبٌ فناؤه
ولا تخش إذ أصبحت جارًا لمن غدا … كفيلًا بأمن الخائفين التجاؤه
ليهنك يا قلبي فذا ثمر المنى … بساحة خير المرسلين اجتناؤه
وبشراك يا من قد حلَّ في ذلك الحمى … وبلَّ غليلا وانجلت بُرَحاؤه
فيا قاصدنه قم أمام ضريحه … وحسبك فخرًا إن حواك إزاؤه
وقَبِّل وضع في الترب خدَّك خاضعًا … ولذ عائذًا واطلب وسل ما تشاؤه
ففي ذلك النادي منى كلِّ أملٍ … وفيه لمن وافى عليلًا شفاؤه
لعمري لقد جلت مفاخر أحمد … وجمَّت أياديه وعمَّ ثناؤه
ولم لا وهذا المجتبى من ذرى العلى … وبيت لمحض المكرمات بناؤه
خلاصة عزٍّ من لؤي بن غالب … وجوهر إفضالٍ تبدَّى صفاؤه
سما في سماوات السموِّ فأشرقت … شموس سماه واستبان بهاؤه
فيالك من مجد أثيلٍ وسؤدد … أصيل ومن جد جديد علاؤه
وكم معجزٍ لا يستطاع انحصاره … وأي مبين لا يرام انتهاؤه
(١) من طبعاته: طبعة دار الأقصى بالقاهرة سنة ١٩٩٤ م.