ونقلت من خط الحافظ الرشيد ابن الحافظ عبد العظيم المنذري، أنشدني أبو البركات لنفسه، وكتب به إليَّ غير مرة، قوله:
لجاجة شوق لا تزال تنوبه … إذا العارض النجدي هبَّ جَنوبه
وإن لاح محمرَّ الذوائب برقه … أجدَّ لهيبًا في حشاه لهيبه
غرامًا قديم الشكو أعوَز برؤه … إذا طال مطل الداء عزَّ طبيبه
وفي الجيرة الغادين من أيمن الحمى … غزال نقا سهل القياد ربيبه
سريع الرضا سهل الدلال شهيه … بديع الصّبا فرد الجمال غريبه
خلوت به مستمتعًا بجماله … فقولوا لشوقي هل رأى ما يريبه
وأهرب منه أتقي سحر لحظه … ويخدعني عن مَقْتلي فيصيبه
قال: وأنشدني لنفسه إذنًا قوله: شعر
ملَّ العواذل في هواك صبابتي … وكذاك ملَّ العائدات أنيني
لي منك ما للناس إلا أنني … أفردت عنك بلوعة المحزون
أنفقت عمري في هواك وعدت من … ندمي أعضُّ أنامل المغبون
الذنب لي في ما فعلت لأنني … أودعت قلبي عند غير أمين
قال: وأنشدنا لنفسه أيضًا إذنًا قوله: شعر
يا من تدعو بالتفرق بغتة … ما هكذا تتعامل الأحباب
إني لمعتذرٌ إلى شغفي بكم … من أن أعيش وأنتم غُيَّاب
قال: وأنشدنا لنفسه أيضًا إذنًا، قوله: شعر