هبني سمعتُ على الهوى التقريعا … وأرحت منه جوانحًا وضلوعا
ومنعت عن عيني سهادًا كلما … عاينت دارًا بالنقا وربوعا
من أين لي صبرٌ إذا لم يأتني … طيفٌ يلذُّ به المحب هجوعا
ما ضرَّهم لو أشعروا برحيلهم … صبًا فيدرك منهم التوديعا
مه يا عذول وخلِّ عن عذل امرءٍ … لا يستطيع عن الحبيب رجوعا
لا تأمر القلب الكئيب بسلوةٍ … فيظل من فرط الجوى مصدوعا
لو أبصرَتْ عيناك أنَّةَ عاشقٍ … متسترٍ يدعو الحبيب مَريعا
لعلمت أن العذل يتلف قلبه … ويزيده بالغانيات ولوعا
وذكره العماد الأصبهاني، وأثنى عليه (١).
وحضر ليلة عند الوزير عون الدين بن هُبيرة، وقد اجتمع الفضلاء والقراء، وكلما أراد ينشد شيئًا، قرأ قارئ، فحلف أن لا يقوم حتى يختم الختمة، فقرأها، فأكرمه الوزير وأعطاه.
توفي يوم الثلاثاء، ثاني عشر جمادى الأولى، سنة ثمانين وخمس مئة.