وزائر زارني والخوف يقلقه … يمشي ويكمنُ في الأعطاف والطرق
قبَّلت أطراف كفيه على ثقة … بالأمن منه وخدَّيه على فرق
وكان في أخريات السكر مختلطًا … فلو أراد انتظام القول لم يطق
لله ما أحسن الصهبا منعمة … عليَّ إذ علَّمته طيبة الخلق
أهدت إلي سرورًا نلت معظمه … كالفعل ينصب مفعولين في نسق
وقوله:
لله مجلسُ لهوٍ بات يجمعنا … مع الصبا بين أصالٍ وأغلاسِ
يسعى النديم فيبطي الكأس في يده … عن شربها فيحتُّ الكأس بالكاس
كأن إبريقنا قد حار حين رأى … مصارع الترك بين الورد والآس
فمدَّ إحدى يديه فعل منزعج … منها ورد اليد الأخرى على الرَّاس
وقوله أيضًا:
لو عاد وَصلك لي لما عاد الزمن … وا حسرتا مضت الشبيبة والسكن
لم ألق إلا من يَذمُّ زمانه … قبل الممات فهذه الدنيا لمن
وكان الوزير العلقمي يُكرمه وينوِّه بذكره، فمات الوزير ومات الموفق بعده بأربع ليال، ورثاه أخوه العز، فقال: شعر
أبا المعالي هل سمعت تأوهي … ولقد عهدتك في الحياة سميعا
عيني بكتك ولو تطيق جوانحي … وجوارحي أجْرَت عليك نجيعا
ووفيت للمولى الوزير فلم تعش … من بعده شهرًا ولا أسبوعا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute