للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وزائر زارني والخوف يقلقه … يمشي ويكمنُ في الأعطاف والطرق

قبَّلت أطراف كفيه على ثقة … بالأمن منه وخدَّيه على فرق

وكان في أخريات السكر مختلطًا … فلو أراد انتظام القول لم يطق

لله ما أحسن الصهبا منعمة … عليَّ إذ علَّمته طيبة الخلق

أهدت إلي سرورًا نلت معظمه … كالفعل ينصب مفعولين في نسق

وقوله:

لله مجلسُ لهوٍ بات يجمعنا … مع الصبا بين أصالٍ وأغلاسِ

يسعى النديم فيبطي الكأس في يده … عن شربها فيحتُّ الكأس بالكاس

كأن إبريقنا قد حار حين رأى … مصارع الترك بين الورد والآس

فمدَّ إحدى يديه فعل منزعج … منها ورد اليد الأخرى على الرَّاس

وقوله أيضًا:

لو عاد وَصلك لي لما عاد الزمن … وا حسرتا مضت الشبيبة والسكن

لم ألق إلا من يَذمُّ زمانه … قبل الممات فهذه الدنيا لمن

وكان الوزير العلقمي يُكرمه وينوِّه بذكره، فمات الوزير ومات الموفق بعده بأربع ليال، ورثاه أخوه العز، فقال: شعر

أبا المعالي هل سمعت تأوهي … ولقد عهدتك في الحياة سميعا

عيني بكتك ولو تطيق جوانحي … وجوارحي أجْرَت عليك نجيعا

ووفيت للمولى الوزير فلم تعش … من بعده شهرًا ولا أسبوعا

<<  <  ج: ص:  >  >>