وكان بينه وبين العلامة أبي الحسن ابن بنت الجُمَّيزي منافرةٌ، فحطّ من قدره في كتاب "المفاخرة، حيث قال على لسان دمشق: أما كان في سفرجلها البرزي، ومشمشها اللوزي، ما تفضل به على بلد، فاكهتها الجمّيز، وفقيهها ابن الجُمَّيزي، ثم قال في الجواب عن مصر: أما الجمّيز فليس بفاكهة فنذكره، وإنما يغرس لخشبه لا لثمره، وأما الجميزي فما هو من العلماء، يعلم ذلك المتأخرون والقدماء، أي كتاب قطعه، ومن رآه يتكلم في فقهٍ أو سمعه، إنما ادَّعى، وهو ابن عشر، علم الأولين، فكبَّر الطيلسان وتكلم في المحافل عنه أبوه؛ إذ هو بغير لسان، وما زاد إلا ما نقص من ذلك الآن إلى هذا الأوان، ثم ذكر أنه أخذ منه مِسْجدًا، فبيّن أن له غرضًا، وأن في قلبه مرضًا.
وله نظم جيد، ونثر حسن، وكان معظّمًا، مقصودًا للقراءة عليه.
قال ابن خلكان: رأيته والناس تزدحم عليه، ولا تصحّ لواحد منهم نوبة إلا بعد زمان (١).
ومن نظمه يصف مصر، قوله: شعر
بينا ترى أرضها شمطاء إذ كسيت … ثوبًا من اللؤلؤ المنسوج بالذهب
ثم انبرى عن شيات واكتست حللا … خضرًا فمبصرها يهتز بالطَّرب
ثم اغتدت درةً بيضاء ثم بدت … شمطاء هذا لعمري أعجبُ العجب