للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

خفَقَتْ لها شمسان من … لئلائها في الخافقين

في ليلة بدأ السرور … بها تطالبنا بدين

فمضى طليق الراح مَن … قد كان مغلول اليدين

فقلت له: أحسنتَ، فغضب وقال: ما عندك غير الاستحسان؟ فقلت: وما أصنع؟ فقال: تصنع هكذا، ثم قام ورقص وصفق وجلس وهو يقول: قد بليت بنفر لا يفرقون بين الدر والبعر، والياقوت والحجر (١).

وقال ابن سعيد: لما دخلت دُنَيسر ونزلت مدرستها، أخبرني أحد المشايخ بها، أن شُميمًا قدم عليهم بناموس العلم والصلاح، ونزل هذه المدرسة، وبسط سجَّادة، وأخذ في يده سبحة، وأتاه الناس من كل جانب، ما بين طالب علم وبين متبرك بالصلاح.

وعهدي به يقول لجماعة منهم، وقد طاب وقته معهم: جسدي الآن يتكلم مع جسدكم، وأما روحي فقد صعدت إلى الملكوت، والعامة تصيح: سبحان الله جلَّ الله، وتتمسح بثيابه.

واشتهر أمره، وعمل مدة على أن يجتمع به صاحب ماردين، ودُسّ عليه من يُحسِّن له ذلك ويحرضه عليه، فنزل السلطان مرة على دُنَيسر، وأظهر أنه لم يأت إلا لزيارة الشيخ، فلما وصل إلى الباب، قيل للشيخ: السلطان بالباب، وأشاروا عليه أن يقوم ويتلقّاه، فعقد أنفه، وقال: إنما جاء السلطان لزيارة العلم والعمل، فما فائدة قيامي بين هذين، فأخبروا السلطان بما قاله، فاغتاظ ورجع، وقال: نحن أغنياء عما لديه من العلم والعمل، وقد عشنا دهرنا دونه، ولوّى وجهه وركب إلى ماردين (٢).


(١) معجم البلدان: (٤/ ١٦٩٠ - ١٦٩١) بتصرف.
(٢) ذكره ابن سعيد باختصار في الغصون اليانعة: (١٠ - ١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>