للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال: وقد جالسته كثيرًا بإشبيلية، فمرَّ يومًا علينا فتىً، فالتفتُّ إليه، وأنشد مُسَلّمًا عليه قوله: شعر

كيف أصبحت أيهذا الحبيبُ … نحن مرضى الهوى وأنت الطبيبُ

لا تزيد الزمان إلا نفارًا … ويحها يا عليُّ منك القلوب

كل أنس يغيب عني إذا ما … كنت يا نور عيني تغيب

ودخل يومًا أبو العرب ابن منظور، ووجهه يومئذ بكل لحظ منظور، فقمنا إليه، وتحرك بعضنا له، ولم يتحرك ابن جحدر، ففهم الإنكار من الصبي (١).

فأنشد ارتجالًا قوله:

اعذر أباك المسنَّ واطلب … بالأدب المستحب غيري

فما يطيق القيام مني شيءٌ … إذا جئت غيرُ أيري

فخجل الصبي، وقال: لا بارك الله فيك شيخًا.

فقلنا: هذا موزون، وقالت الجماعة:

ما عنده موضع لخير

ولا أقام الإله أيرًا … يسير إن قام شر سير

وطال عمره حتى جاوز التسعين.

وتوفي في سنة ثمان وثلاثين وست مئة (٢)، .


(١) في تاريخ ابن سعيد: وفهم الإنكار في وجه أبي العرب.
(٢) اختصار القدح المعلى: (١٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>