للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فلا يغرَّنك من يلقاك مبتسمًا … فطال ما غرَّ برقٌ أنت شائمهُ

لا تتعب النفس في استخلاص راحتها … من باخلٍ لؤمه في الجود لائمهُ

آخى المذلةَ إعزازًا لدرهمه … ويصحب الذل من عزَّت دراهمهُ

ماذا أقول لدهر عاش جاهله … غِنىً ومات بسيفِ الفقر عالمهُ

قد سالمَ النَّقص حتى ما يحاربه … وحارب الفضل حتى ما يسالمهُ

وله قال شعر، قوله:

إلى الله أشكو أنني في ضرورة … تُحمّلني ما لا أطيق له حملا

تُكلّفني إتيان كل مذمَّم … أرى منه وجهًا لست أرضاه لي نعلا

مخافة قول الناس هذا لبخله … أعاد حذاءًا مدة الدهر لا يبلى

وله:

يا أهل مصرٍ رأيت أيديكم … عن بسْطها بالنَّوال منقبضهْ

فمذ عدمتُ الغذاء عندكم … أكلت كتبي كأنني أرضهْ

له:

ولما تلاقينا ولم نخش واشيًا … يُنمُّ ولا خلًا من الحب يعذل

جرى بيننا شكوى هوىً لو شكوتها … إلى يَذْبل مستعطفا لانَ يذبُل

ولد بتينمل (١) في إحدى الجمادين، سنة خمس وست مئة.


(١) مدينة مغربية اشتهرت زمن الدولة الموحدية، ثم دمّرها المرينيون فلم يبق منها إلا بعض الأطلال، تبعد ١٠٠ كلم جنوب شرق مراكش، على الطريق المؤدية إلى تارودانت عبر ممر تيزي نتاست.

<<  <  ج: ص:  >  >>