وإنَّ عجيبًا أن ألومك بعدما … بدت لك مني في الضلال قواعد
ويطمعني فيك المحال من المنى … وكيف صلاح الفرع والأصل فاسد
قال: وكان ابنه هذا يومًا بين يديه، فدخل عليه غلام لا صبر عن النظر إليه، وقد نبت العذار بخديه، وجعل احمرار الخجل يجول في وجنتيه، فقال عبد الملك هذا لابنه أبي الحسن المذكور: أين شعرك الذي لا يُطيعك إلا في العقوق، ثم أنشد قوله:
أحب العذار إذا ما بدا … على الخد كالعقرب السائله
يدور به الآس مستجمعًا … ومن حوله وردة جائله
فقال الابن المذكور مجيبا قوله:
أحبّ المليح على كل حال … أبدرًا يكون بدا أم هلال
وأهوى عذاريه إن كتبًا … ولحيته حلية للجمال
ثم زاد بعد انفصاله من بين يدي أبيه بيتا ثالثا، وهو قوله:
وأفنى غرامًا به إن غدا خبيرًا بأحوال أهل البدال
قال ابن سعيد: وأنشدني أبو الحسن لأبيه عبد الملك المذكور قوله:
أحنُّ إلى تلك المعاهد بالحمى … ويرتاح قلبي إذ ينمُّ عرارها
فإن تك أيام الصبا قد تصرمت … فما انصرمت أشواقها وادِّكارها
قال: ونظر والدي يومًا إلى جارية مُولّدة، عليها غلالة رقيقة، فراقه حسن امتزاج الثوب وشفوفه، فقال: شعر