للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وجمع لنفسه "مشيخة" (١)، وزادت مشايخه على أربعة آلاف شيخ.

وتفقّه على والده، وكان ثقة.

وقد مسَّه أبو الفرج ابن الجوزي وقال: إنه كان ببغداد يأخذ الشيخ ويعبُر به إلى فوق نهر عيسى فيحدثه، ويقول هو: حدثني فلان بما وراء النهر (٢).

قال الإمام الحافظ أبو الفتح محمد بن علي بن وهب القشيري: الذي قاله ابن الجوزي باردٌ جدًا؛ فإن الرجل رحل إلى ما وراء النهر حقًا، وسمع من عامة شيوخه في عامة بلاده، فأيُّ حاجة إلى هذا التدليس البارد، وإنما ذنبه عند ابن الجوزي أنه شافعيٌّ، وابن الجوزي لا يُبْقي إلا على مُكَسِّري الحنابلة، ولابن السمعاني أسوة بغيره.

ذكره الشيخ في كتابه "اقتناص [السّوانح] " (٣)، وهو كثير الفوائد.

قال أبو سعد: ودَّعني عبد الله بن محمد بن غالب الجيلي نزيل الأنبار، وبكى، وأنشدني قوله: شعر

ولما برَزْن لتوديعهم … بكوا لؤلؤًا وبكيت العقيقا

أداروا علينا كؤوس الفراق … وهيهات من سكرها أن أفيقا

تولوا فأتبعتهم أدمعي … فصاحوا الغريق وصحت الحريقا


(١) طبع المنتخب من معجم شيوخه سنة ١٤١٧ هـ/ ١٩٩٦ م في دار عالم الكتب بالرياض، تحقيق: موفق بن عبد الله.
(٢) المنتظم: (١٨/ ١٧٩).
(٣) في الأصل: اقتناص السوالح، والتصحيح من المصادر. انظر مرشد الزوار: (٢/ ٢٥)، والأعلام: (٦/ ٢٨٣)، والكتاب ما يزال في عداد المفقود.

<<  <  ج: ص:  >  >>