فضله ثناءً كثيرًا، وقال: لم أزل في ما أورده من محاسن العصريّين من المصريين قابضًا عنان القلم في مجاري الاختيار، قاصرًا خطى القول عن غاية الإكثار، قاضيًا لمن ذكرته من الشاميين بالسبق في ميدان الإحسان والإجادة، مُسلّما لهم عهد ولاية البلاغة، مقرًا لهم بالإعجاز في آية البراعة، إلى أن خُضتُ لجج بحره، واستخرجت درر نظمه ونثره، فتحققت أني لو اقتصرت من محاسن المصريين على ما أبداه من شُهُب المعاني المتألقة، وأظهره من رياض البدائع المونقة، لأتيت بما يشهد له بفصل الخطاب، وإصابة شاكلة الصَّواب، فإنه كان واري زناد البديهة، ذاكي نار القريحة، أخذ من الأدب بأوفر نصيب، وضرب في الفضل بقدح مُصيب، وقد جعل شفقهم فلقًا لائحًا، ومصباحهم صباحًا واضحًا. وذكر فصلًا من فضله.
وله قصيدة يمدح فيها ابن رُزِّيكْ، ويذكر ظفره بمن يعاديه، أولها قوله:
طريدك لا يفوتك منه ثأر … وخصمك لا تُقال له عثارُ
وفي ما نلتَهُ من كل باعٍ … لمن عاداك لو فهم اعتبارُ