للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فضله ثناءً كثيرًا، وقال: لم أزل في ما أورده من محاسن العصريّين من المصريين قابضًا عنان القلم في مجاري الاختيار، قاصرًا خطى القول عن غاية الإكثار، قاضيًا لمن ذكرته من الشاميين بالسبق في ميدان الإحسان والإجادة، مُسلّما لهم عهد ولاية البلاغة، مقرًا لهم بالإعجاز في آية البراعة، إلى أن خُضتُ لجج بحره، واستخرجت درر نظمه ونثره، فتحققت أني لو اقتصرت من محاسن المصريين على ما أبداه من شُهُب المعاني المتألقة، وأظهره من رياض البدائع المونقة، لأتيت بما يشهد له بفصل الخطاب، وإصابة شاكلة الصَّواب، فإنه كان واري زناد البديهة، ذاكي نار القريحة، أخذ من الأدب بأوفر نصيب، وضرب في الفضل بقدح مُصيب، وقد جعل شفقهم فلقًا لائحًا، ومصباحهم صباحًا واضحًا. وذكر فصلًا من فضله.

وله قصيدة يمدح فيها ابن رُزِّيكْ، ويذكر ظفره بمن يعاديه، أولها قوله:

طريدك لا يفوتك منه ثأر … وخصمك لا تُقال له عثارُ

وفي ما نلتَهُ من كل باعٍ … لمن عاداك لو فهم اعتبارُ

يُبلِّغُك المنى حدٌّ وجدٌّ … ومقدورٌ وقدرٌ واقتدارُ

فلو نوت الكواكب فيك غدرًا … لأهواها إلى الأرض انتثارُ

ومجدك إرثُ أسلاف كرامٍ … ومجد سواك مجدٌ مستعارُ

فكيف تماثل الحصباء دُرًّا … وكيف يقاس باليمنى اليسارُ

وله يعاتب الموفق يوسف بن محمد، شريكه في ديوان المكاتبات، وقد جرى بينهما شيء في مجلس الصَّالح بن رُزِّيك، فنظم قوله: شعر

ولي أخ نفسي فدى نفسه … مع قُبح أفعال يواليها

تفاوتت أخلاقه فاغتدت … صدورها ضدَّ تواليها

<<  <  ج: ص:  >  >>