فهو الذريعة في معالم ديننا … وبه الفقيه اللَّوذعي يُعَبَّر
لولاه لم تعرف لقوم سيرة … فلسانه عن كل قرن يُخبر
ورجاله أهل الزهادة والتقى … وهم بتحقيق المناقب أجدرُ
ينفون عنه كل إفك معاند … بدلائل متلألآت تزهر
ويقونه شبه الشكوك بجهدهم … فيظل بعد الشكّ وهو مشهَّر
ويميزون صحيحه وسقيمه … بمقالةٍ تبيانها لا يقصر
لله درُّهم رجالًا مالهم … في هذه الدنيا معانٍ تغمر
في الله محياهم وفيه مماتهم … وهم على كلف المحبة صُبَّر
قنعوا بمجرى قوتهم من دارهم … ورضو بأطمار رثاث تستر
ما ضرّهم ما فات من دنياهم … فلذيذ عيشهم الهني مؤخر
وأورد أبو الحسن علي بن موسى بن سعيد من شعره، يصف حمَّامًا:
وحمَّام حكى الأزهار أرضًا … وجام سمائه زهر النجوم
حوى حرًّا وبردًا باعتدالٍ … تولَّد منهما طيب النعيم
تنفَّس روحه عن كل روح … ويشفي عارض الجسم السقيم
تريك العيش كيف يكون غضًا … وكيف تزاحُ غادية الهموم
قال المنذري: مات شهيدًا في فتنة الكفار بخراسان، في سنة ثماني عشرة وست مئة، والحديثي هذا منسوب إلى حديثة النورة؛ قلعة في وسط الفرات، قريبة من هيت،