للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وتولّى تدريس دار الحديث الأشرفية بدمشق، فاجتمع الناس لحضور درسه، فوجده بعض الفقهاء يشتري شيئًا، فقال النّاس: اجتمعوا ما ينظر سيّدنا في الدّرس الذي يلقيه؟ فقال: وأيّ شيء عملته في سبعين سنة، ومشى، فأخذ الدّرس بغير مطالعة.

و"شرح القصيد" (١) شرحًا جيّدًا، وصنّف كتاب "الحوادث والبدع" (٢)، وهو قليل الفائدة لا يناسب ما اشتهر به، وله كتاب "أخبار الدولتين" المسمى: بـ "الروضتين" (٣)، و"الذيل" (٤)، وله أدب جيد.

توفي بدمشق، في تاسع شهر رمضان، سنة خمس وستين وست مئة، ودفن بمقبرة باب الفراديس (٥).

ومولده ليلة الخميس، سادس عشرين شهر ربيع الآخر، سنة سبع وتسعين وخمس مئة.

وقيل: تسع، في ليلة الجمعة ثالث عشرين ربيع (٦).

ودخل عليه شخص داره بفتوى، فضربه وآذاه، وعلم الشيخ أنه مزرَّق عليه (٧)، فصبر وثبت ولم يشْك، ونظم أبياتا تتضمن التوكل على الله تعالى، .


(١) له شرح القصائد السبع في مدح النبي ، منها نسخة مخطوطة بباريس رقم ٣١٤١، وأخرى بدار الكتب المصرية رقم ٣٦٧.
(٢) طبع عدة طبعات، منها طبعة دار الراية بالرياض سنة ١٤١٠ هـ/ ١٩٩٠ م، تحقيق: مشهور آل سلمان.
(٣) طبع قديمًا بمصر سنة ١٢٨٨ هـ/ ١٨٧١ م، ثم طبع بمؤسسة الرسالة في بيروت سنة ١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م، تحقيق: إبراهيم الزيبق.
(٤) نشره عزت العطار الحسيني سنة ١٩٧٤ م، بعناية محمد زاهد الكوثري.
(٥) يقع باب الفراديس إلى الجهة الشمالية من سور مدينة دمشق، ويطلق عليه باب العمارة، وصارت اليوم المقبرة جزءا من مقبرة الدحداح.
(٦) انظر المقتفي للبرزالي: (١/ ١٦٣).
(٧) مزرّق عليه: من زرَّق يزرق عليه إذا اتهمه زورًا وبطلانا بواسطة أحد الناس، ويقال: زورقه بالمزراق إذا رماه به. المفردات في غريب القرآن: (٢١٢)، تاج العروس: (٢٥/ ٣٩٤) زرق.

<<  <  ج: ص:  >  >>