نَهرٌ كَأن الشمس تَملكُ قَلبهُ … فَيجنُّ مِن دَاء الغَرام دَخِيلا
وَالرِّيح تُبدِي الثَّوبَ مِنهُ مُفرَّكا … وَالشَّمس تُلقَى صَارمًا مَسْلُولا
وَكَأنَّه ذُو فجعَة لفِرَاقِهَا … قَد ضَمَّ مِن خَوفِ الفِرَاقِ غَلِيلا
وقال في موسى وكان يهواه:
أمُوسَى لَقد أوْرَدتَنِي شَرَّ مَوْرِد … ومَا أَنَا فِرعَونُ الكَفُور الشَّرَائِع
سَحَرْتَ فُؤَادِي حِينَ أرسَلتَ … حَيَّة العَذَار وَقَد أغْرَقتَنِي فِي مَدَامِعي
وَمَا كنتُ أَخشَى أن تَكُونَ مَنِيَّتِي … بِكَفّكَ وَالأيَّامُ ذَاتُ بَدَائِع
وَوالله مَا يَلتَذُّ سَمعِي وَنَاظِرِي … بِغَيرِكَ إنسَانًا وَمَا ذَاكَ نَافِعِي
جَعَلْتَ عَليَّ الصَّبرَ ضَرْبةَ لَازِبٍ … وَحَرَّمتَ أن آتي إليكَ بِشَافِعِ
وَمَا أسَفِي أنِّي أمُوتُ وَإنَّما … حَذَارِيَ أن تُرمَى بِلَؤْمِ الطَّبَائِع
وقال أيضًا هذه القصيدة وهي دالَّة على إسلامه:
وَرَكْبٍ دَعَتْهُم نَحوَ يَثرِبَ نِيَّةٌ … فَما وَجَدَت إلا مُطِيعًا وَسَامِعا
يُسَابِق وَجْدَ العيس مَاءُ شُؤونهم … فَيفنُونَ بالشَّوق المدَى والمدَامِعَا
إذَا انعَطَفُوا أو رَجَّعُوا الذِّكرَ خِلتَهُم … غُصُونًا لِدانًا أو حَمَامًا سَوَاجِعَا
تُضِيءُ مِن التَّقوَى حَنَايَا صُدُورِهُم … وَقَد لَبسُوا الَّليلَ البَهِيم مَدَارِعا
تَكَادُ مُنَاجَاةُ النَبِيّ محُمَّدٍ … تَنِمُّ بهم مِسكًا عَلَى الشَمّ ذَائعَا
قلوبٌ عَرَفْنَ الحقَّ فَهِي قَد انطَوَت … عَليهَا جُنُوبٌ مَا عَرفْنَ المضَاجِعا