للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

من الوجوه الفَتَّانة ما يعين القرائح، ويأتي من البدائع بكل غادٍ ورائح، وعارض ذلك البلد الزاهي لم تشبه الشوائب، ولا عضّته أنياب النوائب، والعيش غضّ والزمان غلام، والدنيا تحية وسلام، وقال فيه:

وَلَا لَحظَ إلا راتِعٌ في خَميلَةٍ … وَنَهرٍ وَخَدٍّ بِالحَياء موَرَّدِ

وَلَا سَمعَ إلا سامِعٌ مَا يُرِيدُه … حَدِيثُ حَبيبٍ أَو أَغارِيدُ مُنْشِدِ

قال: وقُلتُ له يومًا في مجلس أُنْس وانشراح وسرور وأفراح: بحُرمَة ما بَيْننا من الودِّ إلا ما أَزَلت عني شَكَّ النَّاس فِيكَ وصَدَقْتني، هل أنت على دين الإسلام أو أنت على دين الأسلاف؟ فقال: للناس ما ظهر ولله ما استتر، وبعد فهذا أخلاق ما نحن فيه.

قال ابن سعيد: شعر

وَإنِّي لَأرْجو أن تَكُونَ وَفَاتُه … عَلَى مِلَّة الإسْلَام كَي مَا يُسَلَّما

وَألقاهُ في جَنّاتِ عَدْنٍ مُخَلَّدًا … فَلَيْسَ بأَهْلٍ أَن يَحُلَّ جَهَنَّما

ولابن سهل "ديوان" (١) شعر، وقفت عليه ونقلت منه، ومن نظمه قوله: شعر

الأرضُ قَد لَبسَتْ رِدَاءًا خَضِرَا … وَالطلُّ يَنثُرُ في رُباهَا جَوْهَرَا

هاجَت فَخِلتُ الزَّهرَ كَافُورًا بها … وَحَسبتُ فيها التُّربَ مِسْكًا أذْفَرا

وَكَأنَّ سوسَنَها يُصافح وَرْدَها … ثَغرٌ يُقبِّل مِنهُ خَدًّا أَحْمرَا


(١) طبع مرارًا، منها طبعة بتحقيق يسرى عبد الغني عبد الله، دار الكتب العلمية ببيروت سنة ١٤٢٤ هـ/ ٢٠٠٣ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>