شرت أنفسًا في الله هانت عليهم … وعزت بأن تلقى غداة اللقا هزما
فلو واحدٌ منهم رأى الموت نازلًا … ينازلهم لم يتق السيف والسَّهما
أبى أن يُرى يومًا عن الموت حائدًا … ولا هائبا يخشى المعايب والإثما
ومنها في مدحه ﷺ:
وخُلق رَضيٍّ ضمن خلق مكرَّم … ووجه وضيّ يما وضاءته عمَّا
عليه إله الناس أثنى ومن ينل … ثناءً من الرحمن ذاك الذي تمَّا
وقال: وأنشدنا لنفسه أيضًا قصيدة غزلية أولها قوله:
الحبُّ أفتك للرِّجال من الظُبا … فاسأل بذلك إن سألت مجرّبًا
أنا ذاك فأسأل إنني مذْ لم أزل … بالبيض والسّمر الحسان معذَّبا
كلفًا بهن مولّعًا لا أبتغي … عن مذهبات النسك يوما مذهبا
من كل ظمياء الحشا بهنانة … ريَّا الروادف طفلة ملء الخبا
ما قابلت شمس الضحى إلَّا اختفت … خجلًا ولا قمر الدجى إلَّا اختبا
الليل فاحمها وطلعتها الضحى … والنحل ريقتها وناظرها سبا
وإذا مشت تهتز من ترف الصِّبا … كالغصن حين تهزه ريح الصَّبا
وبخدّها وردٌ جنيٌ مضعفٌ … بعثت عليه من السوالف عقربا
فإذا لمست لمست منها أرنبًا … وإذا شممت شممت منها زرنبا (١)
يا ما أمرَّ ملالها ومطالها … ووصالها يا ما ألذَّ وأعذبا
(١) الزرنب: ضرب من النبات طيب الرائحة، يقال: إنه الزعفران، أو نوع من الطيب. الصحاح: (١/ ١٤٢).