فعساه ينفع من غليل قلبه الصادي يزور زيارة الأحلام
أصبحت سلطان الملاحة حاكمًا … فيها بما تهوى من الأحكام
منحتك فرعًا مثل حظي أسودًا … وكطول ليلي فيك ذي الأظلام
ولواحظًا فرت القلوب وما فرت … عنها الجلود بصائبات سهام
لما تهتك في تناسب خلقة … من ظلَّ فيه بلوعة وغرام
جعل التناسب بين خصر ناحل … وروادف ترتج كالآكام
أسر القلوب المطلقات بمبسم … وسبى العقول بواضح بسّام
وبرمح قدٍّ فاتك بنفوسنا … فكأنه أخلاق أهل الشام
قوم إذا حل الغريب بأرضهم … أضحى يفكر في بلاد مقام
بثقالة الأخلاق منهم والهوا … والماء وهي عناصر الأجسام
ووُعورة الأرضين فامشِ وقع … ونم كبعير المستعجل التمتام
لا غرو إن قست القلوب قلوبهم … واستثقلوا خلقًا لدى الأقوام
فجوار قاسيون هم فكأنهم … من جرمه خلقوا بغير خصام
قالوا لها في المسندات مناقب … كسيت بها شرفا حليف دوام
أهل الرواية أثبتوا إسنادها … من كل حبر حافظ وإمام
قلت الأماكن شرفت لا أهلها … بخصوصة فيها من العلَّام
أرض مشرَّفة وقوم جيفة … كالكلب حل بموطن الإحرام