للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وله "ديوان" شعر.

وانتهت إليه رئاسة النحو، ورُحل إليه، وشُبِّه بسيبويه. قال بعضهم (١):

لم يكن في عصر عمر مثله … وكذا الكندي في آخر عصر

وهما زيد وعمرو إنما … بني النحو على زيد وعَمر

وجرى بينه وبين الحافظ ابن دحية منازعة في قوله في الحديث وراء وَراء (٢)، وصنّف ابن دحية في الرد عليه جزءا سمّاه: "الصارم الهندي في الرد على الكندي"، ورد عليه الكندي وسماه: "نتف اللحية في الرد على ابن دحية".

وقُرئ على الكندي كتب الأدب، ورأيت بخطه على نسخ كثيرة من الحماسة بالقراءة عليه، ورحل إليه ابن يعيش، وكانت له حاجة، فلما حضر عنده، ذكر أنه جاء ليقرأ عليه المقامات الحريريّة، فقُرئت المقامة الأولى التي فيها اقتعدت، فتكلم ابن يعيش فيها، فقال له الكندي: ما حاجتك؟ أنت جئت في حاجة لا للقراءة عليّ، فذكرها له وقضاها له.

ولد ببغداد، في خامس عشرين شعبان، سنة عشرين وخمس مئة.

وتوفي بدمشق، في سادس شوال، سنة ثلاث عشرة وست مئة.


(١) الأبيات لعلم الدين السخاوي كما في الوافي بالوفيات: (١٥/ ٣٣).
(٢) المراد حديث الشفاعة، وهو قول إبراهيم الخليل : "لستُ بصاحب ذلك، إنما كنتُ خليلا من وراء وراء، اعمدوا إلى موسى … ". والحديث في صحيح مسلم: (١/ ١٨٦ - ١٨٧/ ح ١٩٥) كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، من حديث حذيفة بن اليمان . وقد أورده ابن دحية في مجلس الوزارة بمحضر الكندي، وفتح الهمزتين من وراءَ وراءَ، فقال الكندي: وراءُ وراءُ بضم الهمزتين. وانظر الخبر في الوافي بالوفيات: (١٥/ ٣٣ - ٣٤) ومصادر الترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>