للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

من المعارف ما أسقط عنه التكاليف، فكان لا يصلي ولا يصوم، وأنه قال يومًا: لا إله إلا أنا، وإنه قال: اطّلعت على مقامات العلماء العاملين فكانوا كالجراد المنتشر، فقيل له: فهل رأيت أئمة المذاهب منهم، فقال: لا. وغير ذلك مما تضمّنته الرسالة.

وله أصحاب يعتقدون بركته ويثبتون كرامته.

حكى لي صاحبنا محمد بن الحسن المعروف بابن العجمي، قال: سرت في صحبة عمي صدر الدّين إلى قرافة مصر، فزار الشيخ أبا القاسم المراغي، وكنت صغيرًا، فوجدناه يأكل في حريرة بزيت حار على عادة البلاد، وقد ارتعش، فأكل عمّي معه، وأشار لي أن كل، فما أكلت، فلمّا خرجنا من عنده قال لي: لم لا أكلت تتبرّك بالأكل مع الشيخ، فقلت: ما في أكل حريرة بزيت حار مملوءة بصاق، فدخلنا على الشيخ الصّفي، فأحضر خبزًا علامة وقطر نبات، وموزًا وجبنًا مخشخشًا، وقال لي: كل يا سيدي، هذا يناسبك ما فيك أنت لحريرة بزيت حار وبصاق. هكذا حكى والعمدة عليه.

وله أجوبة عن مسائل في إحياء العلوم، وغيره.

وكان مرتاضًا، حكى ابن ابنه البهاء القاضي، أن شخصا مغربيًا قدم وسأل عن جدّه الصفي، فجاء إليه وضربه المغربي ضربًا كثيرًا وهو صابر، وأشار أن لا يعترض على المغربي حتى تركه ومضى.

وهذه طريقة تعانيها الصّوفية، وتقدّمه فيها ابن سبعين (١)، وسنذكر قصته في ترجمته.

وُلد الصفي هذا في ذي القعدة، سنة خمس وتسعين وخمس مئة.


(١) هو قطب الدين أبو محمد عبد الحق بن إبراهيم بن محمد ابن سبعين الإشبيلي المرسي الرّقوطي، كان صوفيًا على طريقة الفلاسفة، له تصانيف وكلام كثير في العرفان، أتباعه يعرفون بالسبعينية، توفي سنة ٦٦٩ هـ. فوات الوفيات: (٢/ ٢٥٣ - ٢٥٥)، وستأتي معنا ترجمته برم (٢٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>