ولا كتبت خطًا بغير رثائه … ولا حملت أقلامها بأنامل
ولا استمطرت غير الدموع وإن يكن … عليه جرى دمع السّحاب الهواطل
طوى الموت منه الزهد والعلم والنهى … وكسب المعالي واجتناب الأراذل
حوى من أخيه الحتف أعظم صائن … وأتبعه منه بأعظم صائل
أبا القاسم الأيام قسمة حاكم … قضى بالفنا فيه قضية عادل
بماذا أُعزّي المسلمين ولا أرى … عزاءًا سوى ما نلت من خير نائل
عليك سلام الله ما انتفع الورى … بعلمك واستعلى على المتطاول
وذكره منصور بن سليم في "تاريخ الإسكندرية"، وقال: روى عنه جعفر الهمداني، وابن الحاسب، وغيرهما.
وأورد من نظمه، قوله من قصيدة يمدح فيها المصطفى ﷺ، قوله: شعر
دع العيس في طيّ الفلا تبلغ المدى … فقد ألهمت أنَّ المسير على هدى
أنص لها من سيرها بأناملي … يدًا كلّما نصّت إلى يثرب يدا
لقد غنيت بالوجد عن حادث الهوى … كما شغلت بالشوق عن سائق الحدا
ولم أر في الأيام يومًا مباركا … عليّ كيوم زرت فيه محمدا
وله يرثي الإمام أبا الطّاهر إسماعيل بن عوف الإسكندراني، شعر:
سلام على قبر إذا سلّم امرؤٌ … على من به ردّت عليه الملائك
سلام على قبر ابن عوف فقد ثوى … به الشافعي الحبر علمًا ومالك