وكيف وما قضيت فرض هواكم … أرى بسواكم في الهوى متنقلا
ألا مبلغ عني الرشيد رسالة … وإن لم يكن مني لها متقبلا
أفي الحق أن تمسي عن الحق معرضًا … أفي العدل أن تبغي عن العذل معدلا
وما لي من ذنب إليك تعده … إذا لم تطع فيَّ الهوى والتخيلا
وإنك لو أنصفتني لوجدتني … حسامًا متى ما هزَّ صادف مفصلا
وخففت ثقلي عنك ما اسطعت جاهدًا … فلم ترني يومًا عليك مثقلا
وكنت أعد البشر منك تكرمًا … عليَّ وإنصاف اللسان تفضلا
فمذ طرح الظن الجميل بي العصا … لديك ولم يبلغ الهوى متحولا
مللت فلما لم تجد لي زلة … تأولت أسباب الصدود تأولا
فلما بدا منك الذي لست ذاكرًا … جعلت مكان العتب مني الترحلا
وقلت صواب الرأي والحزم لامرئٍ … إذا بلغته الشمس أن يتحولا
وإني ناءٍ والحوادث كلها … طبيب سوى داءٍ يقال له القلى
ومن عجب يفني الملال وبيننا … مهامه تنضي الناظر المتأملا
وما كنت أخشى أن تسرّح مانعًا … كتابًا ولو كان الكتاب المنزلا
ألومك لا في الصدِّ عني وإنما … ألومك لما لم تكن فيه مجملا
فإن لم تعد عندي جميلا بذاته … فلا تحرمنّي ما استطعت التجملا
هنيئا لكم آلَ الزبير يظلني … سوى أرضكم في الناس أهلا ومنزلا