وإن كان صبًّا بالبلاد وأهلها … فكم قد سلا بعد الفراق متيم
وإن نثرت من جيد مصر قلائد … له فغدا في جيد بغداد تنظم
وإن ريع من أرض الصعيد سوامه … فعمّا قليل بالعواصم يعصم
وينجده إن خانه الدهر أوسطًا … أناس إذا ما أنجد الذل اتهموا
أجاروا فما تحت الكواكب خائف … أجازوا فما فوق البسيطة معدم
لقد آن أن تطفي بتركي ديارهم … قلوب رجال بالحقود تضرَّم
أفاعي فلاة لا يمل دبيبها … إذا نام منها أرقط هب أرقم
ومن لي بان تطوي الفلاة ركائبي … وتسري وأجفان الحوادث نوم
على أن كنز الدولة ابن متوج … يجير إذا جار الزمان المذمم
وفي ظل مغناه عراص فسيحة … ينكب عنها الخطب وهو مصمم
فلو أنه في الجاهلية ما درى … مجاوره أي الشهور المحرم
نماه إلى المجد الموثل معشر … بهم يصعب الخطب العظيم ويعظم
بهاليل كانوا قبل دين محمد … ملوكًا وسادوا قومهم حين أسلموا
لهم راية حمراء يخفق ظلها … بصفين يعلوها الحمام ويقدم
عليها سنان كالشهاب يحفّه … نهارًا لها قِطَعٌ من الليل مظلم
إذا قيل قدمها حصين بن منذر … تقدم في بحر الردى وتقدموا
فيوردها مثل الغداف وينثني … وفيها طراز رقمه الدم معلم