للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بالإبداع في صفته: شعر

وزيرنا يا ويلنا أفلح … فقلت فهل ترانا معه نفلح

فقال يقرأ راجيه على فيه لا … فقلت فحاجة المسكين لا تنجح

فبلغ ذلك والدي، فاغتاظ منّي وأحضرني، وقال: أما أبعدَ الفلاح عن مثلك، ما كفى أنك أدخلت نفسك بالسمة بهجو الأعيان، حتى رضيت أن تكون زاملة يهودي، اشتركت معه في الصفة، وانفرد بالمعنى، فخجلت وأقسمت أن لا أعود.

وبلغت القصّة الوزير أبا الوليد، وكان قبلها أمر لي بإحسان، فسعى في قطعه، فنظم والدي قوله: شعر، منها

أبنيّ لا تهج الرّجال تهجهم … ومتى غفلت فمكرهم لا يغفل

واحذره مثل النار إن واقعته … فلقد أذاقك غرسه لو تعقل

ثم حثّني على أن أعتذر له بقصيدة، فنظمت قصيدة، ورُمتُ إنشادها، فأبى الوزير، وقال لي: مرحبًا بالشاعر، ثم قطّب وجهه، فقلت له: يا سيّدي اسمع القصيدة وقل بعد ذلك ما بدا لك، فاستحيى حتى أنشدته القصيدة، حتّى بلغت إلى قولي:

من كان في منصبكم لم يكن … يفعل ما يطعن في المنصب

أإن أساء القول لم تحسنوا … في الفعل والحلم لدى المغضِب

هذا بهذا ما الذي سدتم … به وفقتم كل ذي مطلب

كنّا نروم العفو لكنّكم … أنتم به أولى من المذنب

فارتاح غاية الارتياح، وأكذب من قال أنه لم يبق من تهزُّه الأمداح، ثم غرم لي

<<  <  ج: ص:  >  >>