كأن من ضمّه وعقصه … أرسل شرّابة على أثره
وفي اعتدال الخريف أحسن ما … تراه في ورده وفي صدره
كأن أشجاره وقد نشرت … ظلال أوراقها على ثمره
حاملة طفلها على يدها … تظله بالخمار من شعره
كأنما ساقها الصّقيل وقد … بدت عليه نقوش معتبره
ساق عروس أميط مئزرها … فبان وشي الخضاب في حبره
تصاغ من جدول خلاخلها … فتنجلي والنثار من زهره
حدائق خفقت سناجقها … كأنها الجيش أمَّ في زمره
زها فراق العيون منظره … فما تملّ العيون من نظره
كأنه بعد قطعه وقد … اصفرّ لما نال من أذى حجره
متيم قد أذابه قلق … يبيت من هجره على خطره
معلّق بالرّجاء ظاهره … يخبر عمّا أسرّ من خبره
يطيب ريحًا ويستلذ جنًا … على أذى زاد فوق مصطبره
لذلك الحرّ حال محنته … يزيد صبرًا على أذى ضرره
وقد تقدمه في وصف الموز محمد بن عمر الجنوي.
وأنشدنا الشيخ أيضًا قال: أنشدني ابن الجبَّاس أيضًا لنفسه، قوله رَحِمَهُ اللهُ تعالى: شعر
وقائلة ما بال دمعك أسودًا … ولم أر دمعًا فاض وهو كحيل
فقلت دمي والدّمع أفناهما البكا … فها مقلتي منها السواد يسيل