القضاة عبد الواحد أن أم الفقيه خاصمته، وقالت له: فرغت من مضاربة الأحياء وجئت تضارب الأموات، اتركه، فتَركه.
ومباحثه ليس فيها تحقيق، رأيت له فتوى مطولة في درج كامل، وقد سئل عن السّماع والألحان بالشبابة والدفّ، فأطال ولم يلمّ بالجواب.
وفي "المقتفى" من الفوائد الذي ذكرها في حديث الإسراء، في قول جبريل ﵇: لمّا دقّ الباب، فقيل له: من معك؟ فقال: محمد (١)، قال الفقيه: يؤخذ منه ما يفعل في بلدنا في العرس، من غلق الباب حتى يدقّ العروس ويفتح له، وأمثال ذلك في التفسير.
وقال لي شيخنا أبو حيان: قال الرّضي الشّاطبي: فاضلان في بلادهما ما يستويان حتّى يقيما بالقاهرة: ابن دقيق العيد، وابن المنير، فأما ابن دقيق العيد، فحضر ولقي العلماء، وابن المنير لم يحضر إلا مجتازًا.
وحكى لي الشيخ أيضًا: أنهم حضروا في درس بالمدرسة المجاورة لضريح الشافعي، وحضر ابن رزين، والأصبهاني، وابن عبد الرحيم، وابن المنير، فبحث ابن المنير وابن عبد الرحيم، وطال عياطهما، فقال رزين للأصبهاني: افصل بين الجماعة، فقال: ما المدّعى؟ فقال ابن المنير: كذا، فقال: ممنوع، فقال: الجواب كذا، فاعترض عليه، فقال: الجواب الثاني، فقال: حتى ينتهي الأول، فوقف ابن المنير.
وسُئِل الشيخ تقي الدين القشيري عنه، فقال: من نمط أخي السّراج، وكان يقول عن أخيه: أنه ما يقف في البحث على حدٍّ.
(١) الحديث أخرجه البخاري في الصحيح: (١/ ١٣٥ - ١٣٦/ ح ٣٤٢) كتاب الصلاة، باب كيف فرضت الصلوات في الإسراء، من حديث أبي ذر، ومسلم في الصحيح: (١/ ١٤٥ - ١٤٦/ ح ١٦٢) كتاب الصلاة، باب الإسراء برسول الله ﷺ إلى السماوات وفرض الصلوات، من حديث أنس.