للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال الأبار: اجتمعت به ولم أسمع منه، وسمع منه أصحابنا، وله فهرست حافل، أفرد فيه مشايخه بالمغرب، وتفقه على مذهب مالك بأبي الحسين ابن زرقون، ولزمه مدة، ثم صار ظاهريًا مدة، متعصبًا لأبي محمد ابن حزم، وكان بصيرًا بالحديث ورجاله، كثير العناية بذلك.

وصنّف كتابًا ضخمًا سماه بـ "الحافل"، استلحق فيه على "الكامل" لابن عدي، واختصر "كتاب الدارقطني" في غريب حديث مالك، وكانت له معرفة بالنبات، وتمييز العشب وتحليته، فاق فيه أهل عصره، وقعد في دكّان ليبيعه، وله فيه تصنيف، وصنّف كتابًا سمّاه بـ "المعلم بما زاد به البخاري على مسلم"، و"كتابًا اختصر فيه الكامل" لابن عدي (١).

قال ابن سعيد: كان ابن الرّومية جوَّالا في البلاد المشرقية والمغربية، وجالسته فوجدته متعلقًا بالأدب، مرتاحًا إليه ارتياح البحتري إلى حلب، وكان غير متظاهر بالشّعر، وكان أصحابه يسمعونه منه ويروونه عنه، وحملت عليه في بعض الأوقات، فأنشدني، وقال: تكفيك مني هذه الأبيات: شعر

خيّم بجلَّق (٢) بين الكأس والوتر … في جنّة هي مثل الشمس والقمر

ومتّع الطرف في مرأى محاسنها … بروض فكرك بين الرّوض والزهر

وانظر إلى ذهبيات الأصيل بها … واسمع إلى نغمات الطير في الشجر

وقل لمن لام في لذّاته بشرًا … دعني فإنك عندي من سوى البشر


(١) التكملة لكتاب الصلة: (١/ ١٠٧) مع تقديم وتأخير.
(٢) يعني دمشق.

<<  <  ج: ص:  >  >>