وأسمر يحكي الأسمر اللون قده … غدا راشقًا قلب المحب رشيقه
على خده جمر من الحسن مضرم … يشب ولكن في فؤادي حريقه
أقرَّ له من كل حسن جليله … ووافقه من كل معنى دقيقه
بديع التثني راح قلبي أسيره … على أن دمعي في الغرام طليقه
على سالفيه للعذار جريره … وفي شفتيه للسلاف عتيقه
يهدد منه الطرف من ليس خصمه … ويسكر منه الريق من لا يذوقه
على مثله يستحسن الصب هتكه … وفي حبه يجفو الصديق صديقه
من الترك لا يصبيه وجد إلى الحمى … ولا ذكر بانات الغُوَيْر تشوقه
ولا حل في حيٍ تلوح قبابه … ولا سار في ركبٍ يساق وسيقه
ولا بات صبا بالفريق وأهله … ولكن إلى خاقان تعزى فريقه
له مبسم ينسي المدام بريقه … ويُخجل نوَّار الأقاحي بريقه
تداويت من حر الغرام ببرده … فأضرم في ذاك الحريق رحيقه
إذا خفق البرق اليماني مولعًا … تذكرته فاعتاد قلبي خفوقه
حكى وجهه بدر السماء فلو بدا … مع البدر قال الناس هذا شقيقه
وأشبه زهر الروض حسنًا وقد بدا … على عارضيه آسه وشقيقه
رآني خيالًا حين وافى خياله … فأطرق من فرط الحياء طروقه
وأشبهت منه الخصر سقمًا فقد بدا … يحملني كالخصر ما لا أطيقه